ماريا لويزا ڨـيتسالي
شاعرة ومترجمة إيطالية، وأستاذة للأدب في المدرسة الإعداديّة. ولدت عام 1964، في بولونيا.
ترجمتْ مجموعة شعريّة للشاعر الفرنسي، ذي الأصول الهنغاريّة، لوران غاسبار، تحت عنوان (معرفة الضّوء) في عام 2006. وقامت أيضًا بترجمة بعض أعمال الشّاعرة الأمريكيّة أدريان ريتش ما بين عامي 2020 و 2021، مثل مجموعة (الدّليل في المتاهة)، ونالتْ عنها جائزة التّرجمة في جامعة بولونيا.
صدرتْ لها عدّة مجموعات شعريّة، بدءًا من (الأبديّة الأخرى) عام 1987. آخرها (كلُّ هذا) عام 2018. وقد حازتْ على جوائز مختلفة في إيطاليا. وتُرجمتْ نصوصها الشّعريّة إلى الإنكليزيّة والإسبانيّة والفرنسيّة والألمانيّة وإلى لغات أخرى. وهي عضو في هيئة تحرير مجلّة (أصوات القمر).
عن العالم
تحني رأسك لتمرّ عبر الباب،
العالم ما وراء العتبة يستنشق الرّؤى،
موجة نافدة الصّبر تحمل روائح
البيوت، الرطّوبة، الصّدأ، الرّماد، البنزين،
وأعمار تمضي خاطفة نحو العتمة.
تخترق الأعين الفضاء، الرؤوس محنيّة على الطّاولات، الأيادي
على الهواتف الذّكية
تتوقّف في البار عند منتصف الصّباح، الرّيح الخريق تصفر،
البشرة
تعكس غياب الإيماءة.
كتل الضّوء تؤول إلى أشياء مضيئة في ابتسامة دافئة
خفيّة.
عن الحب
تتهاوى ها هنا
في الثّقل الّذي لا نقوى على حمله وحدنا،
في الظّمأ الّذي يتسلّق ظهرك
فيترك فوقه رهنًا خطّي اكتواء،
في البطن الّذي ينطوي
حينما يخبو الصّوت الخارجيّ
وقد هُيّئ في الدّائرة الدّافئة السّرير،
الخلايا في إذعانها الأخرق
تلاحق الرّائحة القاتمة، سلطانة الجسد،
وأنت لا ترى سوى ذهولك في الوجه المقابل،
تحت الجفون جسيمات فاقعة الحمرة
فيها يتجلّى انسجام الدّماء.
ڨيرجيليو
كان يجدر بنا أنْ نتشرّب به
فمنذُ زمنٍ بعيدٍ ونحن ندرّسه.
معلّم وتلميذ في غابة يلتقيان
ما بين نباتاتٍ ميتة وظلالٍ عملاقة
ودروب متعرّجة وأشباح في غير سلام
يطوفان في الجحيم معًا
أو في طرق صاعدة لتكفير الذّنوب.
سوى أنّ الأشد مرارة ما بين كلّ الأشياء
والأكثر ظلمًا، وإنْ كان تجديفًا
هو أنّ المعلّم لمْ يطأ الجنّة
بلْ اختفى في الدّوامة دون أنْ يفوهَ بكلمة
أو يمنح الوقت لتحيّة الوداع.
أمّا منْ دخلها فقد كان التّلميذ
وحيدًا اكتنفه
ضياء الحبيب
وانهمر على وجهه من نبع ضوءٍ عذبٍ
ليس بوسعنا، ها هنا في الأسفل،
سوى أنْ نتخيّله.
صوت
الحبّ الّذي يحرّر
الّذي لمْ يحرّرنا
الحبّ الّذي يطلق الوعود ولا يطلقها، نتبادله
فيبقى كشقّ
في أسفل الظّهر
الحبّ الّذي نبوح به
كوريقة مجعّدة في الجبيب
الحبّ الّذي نفتقده
ويفتقدنا كلّ مرّة.
الحبّ القاسي
غير راضٍ عنّا دائمًا
يتأمّلنا نتسلّق الأيام
حيث الأرض الدّافئة للزّمن الضّائع
ينادينا ما بين الجدران العالية
والنّوافذ الّتي لا ينفذ منها العالم
يتفحّص ماكنة الخمول فينا
يحثّنا حتّى في تلك الحال.
أيّها الصّحو الزّائف في شمس نوفمبر
لا نجومَ أخرى، ولا تحليقَ ولا ضياع
شرفة معلّقة
من يدري في أيّ مبنى سيّئ التشييد.
على المؤجّل يعيش وعلى الوساطات
هو البداية دائمًا
هو جنبنا
وبين الشّقوق على الدّوام
انطلاقنا للمرّة الألف
والخيال الأبديّ لشيء جديد
خلفه ننطلق.
*********
إذا ما أقفلت وراء العتبة
تلك الإيماءة الّتي ندّتْ
في خدر البرودة،
سيكسو الحبّ
عيوني الدّامية، وهكذا
سيبلغ النّهار منتهاه.
ترجمة گاصد محمد
Commenti
Posta un commento
Grazie mille