ميكيله ماري
شاعر وكاتب
ومترجم وأكاديمي إيطالي، ولد في ميلانو عام 1955. برع ميكيله ماري في حقول الكتابة
المختلفة، فقد كتب الشّعر والرّواية والمسرح، فضلًا عن كونه مترجمًا
وناقدًا أدبيًّا وأكاديميًّا، إذ مارس تدريس الأدب الإيطاليّ في جامعة ميلانو حتّى
عام 2020. له ما يقارب السبعة عشر عملًا أدبيًّا، ما بين الرّواية والقصّة، وثلاث
مجاميع شعريّة ونص مسرحي. وكذلك ما يقارب عشرة أعمال في التّرجمة. نال أربع عشرة جائزة
أدبيّة في إيطاليا. عالج في قصصه، بنحو خاص، موضوع الطّفولة كلحظة مصيريّة تحدّد
مسار حياتنا. بينما تناول في رواياته موضوعات تاريخيّة وفانتازيّة. أمّا في الشعر فقد ركّز، على الأخص في
مجموعته الشّعريّة الأولى "مئة قصيدة حبّ إلى ليديهاوك" (الّتي انتقينا
منها النّصوص المطروحة) على موضوع الحبّ، بما يحمله من جراح وترسّبات وتحدّيات. وقد
استطاع ميكيله ماري، رغم صعوبة الخوض في قصيدة الحبّ المستهلكة، أنْ يعيد إلى هذا
النّوع من الكتابة رونقه وجماله، بفعل صدق مشاعره واستخدامه الذّكيّ لمعرفته
الأدبيّة العميقة. إذ عمد إلى استعمال الشّواهد الأدبيّة المختلفة، من القصّة
والرّواية والشّعر، وسخّرها في نصوص المجموعة. ففي النصوص الّتي انتقيناها، على
سبيل المثال، ثمّة إشارات واضحة لإحدى قصص إدغار ألان بو، وإحدى أشهر قصائد تشيزاره
ﭘاڨيزه، كما سيلاحظ القارئ.
منْ كُنتَ في
عالم الأحياء؟
سألَ
العُصفورُ فزّاعةَ الطّيور.
كنتُ إنسانًا
لمْ يُلهبِ
الحبَّ في قلبِ محبوبِهِ
لهذا فأنتَ
تحطّ دون عِقابٍ
على كمّ قميصي
الفارغ.
**********
أنتِ لا
تذكُرين
ولكنّنا في
زمنٍ ما
يبدو بعيدًا
حتّى لكأنّهُ لمْ يكُنْ
قد تأرجحنا
في أرجوحة
واحدة.
"ألا لا
انتهى ذاك التّأرجح"
كانتْ تلك،
وبنحو دقيق، صلاتي الوحيدة
الّتي رفعتها
طوال حياتي
إلى السّماء.
**********
أنا أصمّ
وأنتِ بكماء
وكلانا أعمى.
لا شكّ أنّ
حبّنا
حقيقةٌ لا
مِراء فيها
لأنّك، في آخر
المطاف،
اصطدمتِ به
فدَفقَ فيك
الألم.
**********
إنّ صمتكِ،
تقولين،
مليءٌ بي.
هكذا سأعرف
كيف يشعرُ الأمواتُ
حين يفكّر
الأحياء بهم.
**********
منحْتِني
مكانًا في قلبِكِ
ولكنْ، ليس في
حياتِكِ
لتعلمي إذًا
أنّني سأُحدِث ضجيجًا
هناك، بين
أركانِهِ
حتّى ليبدو
القلب الواشي لِإدغار آلان بو
قياسًا بما
سأفعله
قلبًا صامتًا.
**********
لا أودُّ
مكانًا في قلبك
لأنّكِ حين تمارسين الحبّ
سأكون أنا بين
جنباتِكِ
كمهاجرٍ غير
شرعيّ
في عنبر
الشّحن
تتقاذفهُ الأعاصير.
**********
سيجيء الموتُ
وستكون له عيْنايَ
ولكنّه، في
أعماقهما
سيجد عينيْكِ.
ترجمة گاصد محمد
Commenti
Posta un commento
Grazie mille