وكأنَّ لا أَحَدَ في انْتِظارِها/ كلَرِي ݘيليسْته

كلَرِي ݘيليسْته





شاعرة إيطاليّة، وُلدتْ في عام مدينة فورْلي (1991). نالتْ شهادة البكالورريوس في مجال علم الأشعّة، وتعمل حاليًّا في مستشْفى بوفاليني في مدينة ݘيزينا. أتمّتْ أيضًا ماستر لسنة واحدة في مجال الاستشارة وتنمية المهارات في جامعة أوربينو. نالتْ جوائز عدّة، منها : جائزة مدينة ريميني وجائزة گالبياتي. شاركتْ، منذ عام 2016، في هيئة التَّحرير في مجلّة (Atelier Poesia) وأيضًا في هيئة التَّحرير في مجلّة (Pangea.news)
صدرتْ لها عام 2014 المجموعة الشّعريّة (أثر الأوردة)، وحازت على بعض الجوائز، منها: جائزة إيلينا ڨيولاني لاندي، جوڨاني ماكوني، وجائزة سولستيتسيو.
 

هذه النّصور مُختارة من مجموعتها (أثرُ الأوردة).





ثَمَّة أماكِن تَكُفُّ فجْأةً عنْ خَشْيتِها

تَجْتازُها دونَ أنْ تحْمِلَ مَعكَ جُعْبة الذِّكريات

مِثْلما الحَلَزُونات تَفعَلُ

حِينَ يأخُذُ المَطرُ بالهُطول

تَتلقّى المِياه على ظُهورِها

فَتلْتَمعُ سُطوحُها وتَتَماهى مع الأغْصان

وكأنَّ لا أَحَدَ في انْتِظارِها.


*****

 

مَقْلوبَةٌ في الفَراغِ المُتاحِ للضَّوْء

هذا هو حالي بِدونك.

أتَدْري أنَّ أزْهار بُخور مرْيمَ تَطْلُبُ المَغفِرةَ

لأنَّها بَكَّرتْ في الذُّبول،

بَعْدَ أنْ أسْرَفتْ في الماء،

تارِكةً خلْفَها رائِحةً شَديدَة!


*****

 

لَعلَّ الخُلاصَة هي أَنَّنا

نَبْحَثُ عَمَّن يُوائِمنا في صِنْفِ الدّمِ

في غابَةٍ من الزُّجاج وأَنابيب الاخْتِبار،

فنَحْن لَسْنا سوى هذا التَّبادل في السَّوائل

وليْستِ القُبُلات سوى تلْك الرَّغْبَة

في تَبادُل الرِّيق.

أمّا كلُّ ما تَبقّى فَلا أَعْرِف من أَيْنَ يمُرُّ

أَمِنْ قَلْبي إلى قَلْبِكَ يصل؟

أمْ أنّه يَتُوهُ في الطَّريقِ

وسطَ هذا الزِّحام الّذي يُضيِّقُ عليْنا الخِناق

على الأَسْفلتِ في ساعَةِ الخُروج مِنَ المعامِل

وبَيْنَ الإسْمَنتِ وكلِّ المَوادِّ المُشِعّة الأُخرى

وأنا أراها تُرَفْرِف كالفَراشاتِ.


*****


في يَوْم عيدِ ميلادِك الرّابِع والعِشْرين

سَأمْنَحُكَ فُرْصة أنْ تَسْتَكْشفني

ولكنْ، لا تَجْعَلِ البَرْدَ ينْقَضُّ عليّ

فالليْلُ طَويلٌ انْتظارُه

وأنا ارْتديْتُ التَّنّورة، تلْكَ القَصيَرة،

والسّاقُ لحْمٌ

فإذا ما وَخَزْتَها بِرفْقٍ بالإبْرة

سَتَخْرج الكَلِمةُ القاسِية.

سَأهَبُكَ فُرْصةَ أنْ تَسْبِر غَوْري

لِترى هذه الّتي أنا.

تَناوَلِ المِصْباحَ إذًا

لأنَّ لكلِّ مَسْكَنٍ زَوايا

مُظْلِمةً بِفعْلِ الخَوْف.


*****

 

لا ذَنْبَ للأمْراضِ، دعوا عَنْكم الإحصائيّات

لا سِيجارةَ ولا كأسَ بيرةٍ يَجْدُر أنْ تلوموها،

فأنا أراهُم الأصِحّاء

يأتُون بابْتِساماتِهم العَريضة

وعنْدَ أوّلِ مِفْراسٍ

تظْهرُ  كُراتُ الغولفِ في بطونِهِم،

وأنا أَتحرّك بِكامِل حرّيّتي

بحِرفيّة مُمرِّضةٍ مُهذّبة

أنْزَعُ الإبْرة عنْهم، ثمَّ «إلى اللقاء يا سيّدي»

وأنا أُدْرِكُ أنْ ليْسَ لهم

في هذي الحياة سوى شَهْر.


*****


ثمّة ثُقوبٌ في رأْسي مُنْذ سنين

أنْبُشُ كلَّ يومٍ بأظْافِري

ما ينْقُص قَليلًا عنْ ميلّيمترٍ من اللحْم.

لا أعْرِفُ لِمَ أفْعَلُ ذلك،

لعلّه مِنْ أجْل مُرور الضَّوْء،

إيصالِه إلى أعْماقي،

واقْتِلاعِ العَتْمَة. 


ترجمة گاصد محمد



Commenti