الحب لا يطرحُ أسئلة / فلامينيا كروتشاني

فلامينيا كروتشياني



شاعرة وعالمة آثار إيطالية ولدت بروما.. تخصصت في علم الآثار وتاريخ فن الشرق الأدنى من جامعة سابينزا في روما، وحصلت على درجة الدكتوراه في علم الآثار الشرقية من نفس الجامعة، حصلت على بدرجة الماجستير من المستوى الثاني في الهندسة المعمارية لعلم الآثار - علم الآثار للهندسة المعمارية في تعزيز التراث الثقافي. شاركت لسنوات عديدة في حملات التنقيب السنوية في إيبلا في سوريا، كعضو في البعثة الأثرية الإيطالية في إيبلا. ثم حصلت على الدرجة الثانية في تاريخ الفن. لها مؤلفات علمية وعملت مستشارة في مجال المشاريع الأثرية للجامعة وبلدية روما. تخصصت أيضًا في التخصصات التناظرية، من خلال دراسة التنويم المغناطيسي الديناميكي، والاتصال التناظري غير اللفظي والفلسفة التناظرية، وحصلت على مؤهل النظير. لذلك تمارس مهنة المساعدة في قراءة وفك تشفير الديناميات العاطفية العميقة القادرة على تعزيز مستوى فعال من التواصل بين العقلاني المنطقي والتماثل العاطفي-المنطقي، والذي يسمح للفرد بإلغاء المضايقات، والخروج من الصعوبات العلائقية ومخططات متكررة وتوجه الحياة باتجاه ثوري. لقد كانت عاملًة معتمدة في Psych-K لعدة سنوات.

وقد نشرت في الشعر المجاميع الشعرية التالية: "رشفة ليل قابلة للشرب" (2008) ، "بالداخل" (2008)، شظايا (2013) ، حجري (2015)، سيميائية الشر (2016)، خطة الإخلاء (2017). تعد الآن للنشر مختارات من شعرها باللغة البلغارية، والعربية والإنجليزية.

 

 

 

 

أغنية الفراشة

 

أنام معك

في الرَّفيفِ المُسْهَدِ

لبتلاتٍ أخطأتِ الأزهارَ

وأحلم بك وأنت تطفئ شموع

عيد ميلادي الأول

من فوق رأسي

وتنسى اسمنا اليومي

والطيور الزَّائفة التي كانت تُغنِّي

فوق هضاب قفاي

والرعود مثل مزامير في خصلات شعري  

بينما أنت تُنْشِدُ عن ظهر قلب

تاجي من نار

والخاتمُ من رمادٍ يُمْسَكُ عند التحليق

بعيون تغمرها الصَّواعِقُ

التي تصيرُ أطلالاً.

حينما أمْشي فيك

أعرِفُ أزقتك

أبراج الأجراس الملتوية لساحاتك

والأقفال الصدئة

لأفكارك غير القابلة للكشفِ

 

 

من يعرف ما تقترفه الجثث

حينما يأتي الربيع؟

تتحادث فيما بينها

وتتذكرُ بنوستالجيا

وقد تبكي

أريج الزهور.

 

*****

 

إنه حزيران

(قصيدة لأجل عيد ميلاد بيانكا العاشر)

 

إنه حزيران

السماء حفرة من ضوء

والحيوانات المفترسة متعبة قد نامت

في حقول القمح

والشياطين صاروا عشاقا محبين،

وقاطع الطريق تثير مشاعره أزهار الياسمين

يحملُ سلحفاةً هديَّةً للأم العجوز

والجثة في حالة سكر تنام حتى السحر

والموتُ قد فَقَدَ مِحشَّهُ

في التجاويف الذهبية للرتم.

إنه حزيرانُ دائما في عينيك الخضراوين البنيين

حيث أضع معنى لإعصاري

تعلمُ أيضاً أنني أتيهُ

دونما حدود أكثر منك

في كتفيَّ الناسكين

في الأشعار التي تلقي النردَ المُحَمَّلَ

لكن كل شيء يمضي يا حبيبتي

وكما يقول الضوء

الحياة وشيكة

لأنت تولدين كل يوم

أكثر مني بشكل لا نهائيٍّ

على جذعك الشَّجَريِّ

تسيرين بشجاعة وتضحكين

في البستان المعجون بالشمس

وفوق أبيا القديمة حيث نواصل اللعب

للعثور على الكنز مع بابا نويل.

لا نغيري مسافات التحليق لسنونواتك

اطرحي عنك التوقعات

لا تفقدي ذاتك

واصلي دوارك.

سوف آتي لزيارتك برأسٍ مطأطأ إلى لأسفل

مثلما يتم الدخول إلى غاب مقدس؟

سوف أتعلم من الدم المجنح لانقلاب الشمس

وسوف تعلمينني أغاني أعشاشك.

الحب لا يطرحُ أسئلة.

اسمك صلاةٌ

لم أنتبه إليها.

 

*****

 

اليوم تسلل إليَّ البحر من قدمي

قد استضفت قداسته في مداراتي

وعظامه السائلة في موجاتي

دعوته لولوج الأفواه

المفتوحة من جسدي لكي أتعلم

غناءه الإلهي وأحسست

بضفافي لأول مرة

تقلص رمالي النفسية

اقتلاع الماء المالح في شراييني.

 

الآن أعلم أنه لم يُخلق

فالإله ذاته أيضا أمام البحر

ظل واقفا قصد تأمله.

 

*****

 

قد كان جلدك يتحدثُ بإيمانٍ عقَديٍّ

عن الفرح المُعوَجِّ، وعنِ الفراغِ الشَّرِهِ

كانَ الجوُّ حارَّاً فالفصلُ صيفٌ

حريقٌ مرصَّعٌ بالمرمر القديم

كان يقطعُ مباركات سريرنا

سريرٍ نهرِيٍّ حيث كنتُ أحبُّ بَيَاضَك

وحيث كنا نتذوق تويجات الزهر الأخيرة

وفي شقوق النهارِ كنا نمضي

مقتنعين نحو الينابيع التي كانت عطشى

تتظاهرُ بإرواء ظمئنا.

في الغرفة التي تستوي بزجاجٍ ليلكِيٍّ

كنتُ أضَعُ صدغيكَ ما بين نجمتين

وكان حلمٌ من ماءٍ وطحالبَ

يَتسلقُ العيونَ،

ومُتدلية من السماء كانتِ السقوفُ تُدَوِّي

والكتبُ كانتْ قد قرأتْ رفوفَها.

 

*****

 

ما هو سيء في نظرة عينيك قد فعلتُه

 

المسدسُ مسدَّدُ إلى الرأس

تسألني ألا أنظر إلى وجهك

لقد تمازحنا

مثلما سيد مع عبده التابع.

لذلك، كنت دائما مُداناً في عيني

مثل ذيل طائرة ورقية

وبينما أنحني راكعا،

أرى ذراع الأريكة، وأفكرُ

كم من الوقت سيستغرق مني أن أعود إلى خيمتي برصاصة واحدة فقط؟

حلويات مثل لحم مثل زهرات الخشخاش فوق الرصيف

والسلام سيتم تجميعه في التماسك القويِّ لعظامي

وقد تبعثر مثل رمال في أرقامٍ من ضوء

وسيتم وضع كل شيء في داخلي.

سوف أعرف اليوم المقطوع من اللامرئي

أحضر لي ملاكًا لأجل بطني المستديرة.

ثم فكر بعدئذ في ذلك الوجه المغطى مثل إنسان

يصرخ كصبي حديث الولادة  بين ذراعي أمِّه

إنه حصاد أزهار عباد الشمس في الجحيم

والغفران هو استنفاد الهواء.

الدروع يتم توارثها أباً عن جدٍّ

ما هو سيء في نظرة عينيك قد فعلتُه


ترجمة خالد ريسوني



Commenti